الأربعاء، دجنبر 20، 2006

شخصية السنة


شخصية السنة: أنت.
.
نعم أنت. أنت الذي تسيطر على عصر المعلومات. مرحبا بك الى العالم


بقلم: ليف غروسمان
تعريب: لطيف كاسيدي

الرجل العظيم" نظرية تأريخ تنسب عادة الى الفيلسوف الاسكتلندي توماس كارليل ، الذي يقول : "ان تاريخ العالم ليس الا سيرة الرجال العظام". ويرى ان القلة القويه والشهيرة هي التي تشكل مصيرنا الجماعي كجنس بشري.

هذه النظرية تأخد منحى مهم هذا العام

لا شك ان هناك أفراد يمكننا أن نلومهم عن الأمور المزعجة والمؤلمة التي حدثت سنة 2006

الصراع فى العراق على أشده ويزداد دموية واكثر رسوخا.
اشتباكات شرسه قد اندلعت بين اسرائيل ولبنان.
الحرب في السودان لا زالت مستمرة.
الديكتاتور القصديري بكوريا الشمالية امتلك القنبلة والرئيس الايراني يريد القنبلة النووية ايضا.
هذا في حين ان لا أحد ينتبه للأحتباس الحراري وشركة سوني لم تقدم ما يكفى من ألعاب البلايشتايشون.

ومع ذلك اذا نظرتم الى 2006 من خلال عدسة مختلفة سترون قصة أخرى، لا علاقة لها بمختلف النزاعات أو بنظرية الرجل العظيم. انها قصة عن المجتمع والتعاون على نطاق لم يسبق له مثيل.

إنها قصة حول الموسوعة الكونية المعرفية ويكبيديا وعن الملايين من مستعملي شبكة يوتوب وشبكة ماي سبايس التواصلية. إنها قصة حول انتزاع السلطة من البعض ومساعدة بعضنا البعض بلا ثمن، وكيف أن ذلك لن يغير العالم فقط بل سيغير الطريقة التي يتغير بها العالم
إن الأداة التي تجعل هذا ممكنا هي الشبكة العنكبوتية العالمية . لكنها ليست شبكة تيم برنرس التي ابتدعها (منذ 15 عاما حسب ويكبيديا) كوسيلة ليتبادل العلماء أبحاثهم واكتشافاتهم. وليست أيضا مفهوم النقطة كوم لمستعملي انترنت أواخر التسعينات
الشبكة الجديدة شيء مختلف تماما. إنها اداة لجمع المساهمات الصغيرة لملايين الاشخاص واعطائها الاهمية اللازمة . مستشاري وادي السيليكون يسمونها الشبكه 2.0 ، وكأنها صيغة جديدة لبعض البرامج القديمة

لكن في الحقيقة إنها ثورة، ونحن مستعدون لذلك
نحن على استعداد لنوازن حصتنا الغذائية من الانباء المهضومة التي تستقي اخبارها من بغداد وبوسطن وبيجين
.
فبدل قضاء 1000 ساعة أمام قنوات التلفزيون الآن يمكنك معرفة المزيد عن طريقة عيش مواطن اميركي فقط بالنظر في أرشيفات فيديو
يوتوب لترى غرف النوم المجعدة والدمى المنتشرة والمبعثرة في غرف الطابق السفلي
.
لكننا لم نشاهد فقط بل أيضا عملنا كالمجانين. قدمنا ملامح المسجلين بصفحة
فايس بوك ووضعنا مجسدات ساكوند لايف واستعرضنا لكتب في الامازون وسجلنا عدة بودكاستسات. أيضا كتبنا في المدونة عن مرشحينا الخاسيرين وكتبنا أغاني عن الغرق وغرقنا وسجلنا بالكاميرات عمليات القصف وخلقنا برامج المصدر المفتوح

امريكا تعشق عباقرتها الانفراديين، تعشق اينشتايناتها وإيديسوناتها وجوبسيساتها.. لكن على أولئك الحالمين أن يتعلموا اللعب مع الآخرين

شركات السيارات تعلن عن مسابقات مفتوحة للتصميم.
رويترز تقتني معلومات من المدونات لتطعيم أخبارها.
مايكروسوفت تعمل ساعات اضافية لدرء مشاكل مستعملي اللينوكس.
.
إننا نشاهد انفجار في الانتاجية والابداع لملايين من العقول التي كانت تغرق في الغموض وها هي الآن تنخرط في الاقتصاد الفكري العالمي، وهذه فقط البداية

من هم هؤلاء الاشخاص؟
بجدية .. من هو ذاك الذي يجلس بعد يوم طويل من العمل ويقول: أنا لن تذهب ليلتي هباءا. سأشغل حاسوبي وأصور فيلما تكون بطلته إغوانتي؟
من هو ذاك الذي يقوم بمقارنة بين كلمات أغاني 50 سنتس ومعزوفات فرقة كوين؟
من هو ذاك الذي يقول سأدون عن حالتي النفسية أو سأدون عن الوضع السياسي للأمة أو عن المطعم الجديد الأنيق المتواجد أسفل الشارع؟
من لديه الوقت والطاقة والانفعال؟
الجواب جاهز: إنه أنت
.
لاستيلاءك على مقاليد النظام العالمي للاعلام ولتأسيسك وتأطيرك للديمقراطية الرقمية الجديدة. ولعملك دون أجر ولمنازلتك للمحترفين ولعب لعبتهم، فقد قررنا في مجلة تايم أن تكون شخصية السنة لعام 2006 : أنت

أكيد أنه من الخطأ مغازلة كل هذا اكثر مما هو ضروري. شبكة 2.0 تسخر من غباء الجماهير ومن حكمتهم سيان
بعض التعليقات على يوتوب تجعلك تبكي لمستقبل الانسانية فقط للتوضيح، ناهيك عن الفحشاء والكراهية
لكن هذا ما يعطي للموضوع أهميته
.
شبكة 2.0 هي تجربة اجتماعية ضخمة وكأي تجربة فهي تستحق الولوج، ويمكن ان تفشل

فلا توجد خارطة طريق لمنظمة ليست بكائن جرثومي للعمل باشتراك ومشاركة فوق هذا الكوكب الذي تجاوز 6 مليارات لكن عام 2006 أعطانا بعض الافكار.

إنها فرصة لبناء نوع جديد من التفاهم الدولي، لكن ليس تفاهم الشخصية السياسية تجاه الشخصية السياسية وليس بتفاهم الرجل العظيم تجاه الرجل العظيم .. إنه تفاهم المواطن تجاه المواطن، تفاهم الانسان تجاه انسان آخر.
إنها فرصة الاشخاص للنظر على شاشة الحاسوب والتساءل جديا حول من ذا الذي ينظر اليك من الجانب الآخر. هيا اذن.. اخبرنا أنك لست مجرد فضولي شيئا ما
.
.
ملاحظة هامة بعد 48 ساعة من نشر الترجمة: مرحبا بمجلة تايم إلى العالم الرقمي
.
بمتابعي لقراءات الرواصد الرقمية انتبهت عبر موقع سينطيدو ويب التابع لوكالة بلوغميديا أنه اذا ما اخدنا بالاعتبار قوانين اعادة النشر لمجلة تايم فاننا قد خالفنا شروط اعادة نشر المقال وشروط نشر الصورة أيضا.. وبالتالي من جهة أخرى اذا ما سرنا في نفس اتجاه المقال المنشور حول الديموقراطية الرقمية فما قمنا به لا يعتبر مخالفا لقوانين ولا لشروط الشبكه 2.0 ، التي تومن بحرية تداول المعلومات وبمجانية تداولها
فاننا بترجمتنا لمادة مجلة تايم نقول لها: مرحبا بك في العالم الرقمي الذي لا حدود له، أو بصيغة أخرى كما وردت بمدونة سينطيدو ويب (بالعربية: اعطاء معنى للشبكة العنكبوتية) فالآن الدور على تايم: الآن دورك أنت

0 Comments: