معروضات سينما أبيندا الجميلة
فيلم حلــــــيم
عرضت مؤخرا سينما أبنيدا بمدينة تطوان فيلم حليم للمخرج المعروف شريف عرفة ويطولة المرحوم الفنان الكبير أحمد زكي وعدد من الفنانين المصريين والسورييت المتميزين. وقد راقتني جدا الطريقة الإخراجية والفنية التي ارتكز عليها المخرج لإعطاء صورة بانورامبة عن الحياة الفنية والسياسية ووالوجودية للفنان عبد الحليم حافظ فيفترات زمنية متباعدة، ومتها فترة جمال عبد الناصر، كل ذلك متجسدا من خلال حوار إعلامي يحكي فيه حليم عن الفشل والنجاح والشهرة وأغاني الحب والثورة وغير ذلك.ولابد هنا منالوقوف عند التشخيص العالي لأحمد زكي لحليم، وهوتفسه الذي لاحظتاه عتد تشخيص لدور جمال عبد الناصر وأنور السادات،وإن كان في حليم منهكا ومريضا حيث كان ذلك ظاهر على ملامحه.شيء واحد لابد من ذكره هو تألق الفنان هيثم أحمد زكي في أداء دور مرحلة الشباب في حياة عبد الحليم حافظ تشخيصا/وهي مرخلة خصبة بالعطاء الفتي والعلاقات الغرامية والصداقات مع عدد منالكتاب والصخفيين والفنانين الكبار أمثال محمد عبد الوهاب وأم كلثوم ومصطفى أمين ووإحسان عبد القدوس والموجي وصلاح جاهين وعبد الحمان الأبنودي وآخرين .الفيلم يتناول حياة عبد الحليم حافظ وهو المطرب الاكثر شعبية في مصر رغم رحيله منذ 29 عاما يعد مرثية له ولأحمد زكي ولمرحلة المد القومي في الستينات التي كان رمزها الرئيس المصري الاسبق جمال عبد الناصر. الاعلامي المصري عماد أديب منتج الفيلم اعتبر ان (حليم) ليس مجرد فيلم سينمائي بقدر ما هو 'قصة وفاء وتعبير عن تقدير لأخ كبير عاشق للسينما هو أحمد زكي أهم أبناء جيله.'هيثم أحمد زكي نفى أن يكون أحد قد استغل والده لانتاج الفيلم على حساب صحته وحياته مشيرا الى أن دور عبد الحليم كان حلم حياته وقال مؤلف الفيلم السينارست المصري محفوظ عبد الرحمن 'هذا الفيلم يهدى لأحمد زكي' حيث شاركا قبل نحو عشر سنوات في فيلم (ناصر 56).وتأجل تصوير فيلم (حليم) الذي تبلغ مدة عرضه 145 دقيقة أكثر من مرة بسبب اصابة زكي بسرطان الرئة قبل أكثر من عام على وفاته في مارس اذار 2005 حيث خضع لنظام علاجي صارم بين مصر وفرنسا.ويرصد الفيلم مسيرة عبد الحليم علي اسماعيل شبانة (1929 - 1977) الذي ولد في أسرة فقيرة بقرية الحلوات بمحافظة الشرقية على بعد حوالي 85 كيلومترا شمالي القاهرة حيث كفله عمه نظرا لانه يتيم الابوين ثم أودعه أحد ملاجئ الايتام بسبب الفقر. وتلقى أول دروس الموسيقى على يد أخيه اسماعيل شبانة ثم التحق بمعهد الموسيقى العربية بالقاهرة عام 1941. وشهد عام 1952 بدايته حين غنى (صافيني مرة) في احدى الحفلات العامة من ألحان محمد الموجي.وازدادت شهرة عبد الحليم بعد أغانيه لثورة يوليو تموز 1952 في مصر حيث تبارى موسيقيون مصريون في تلحين قصائد كتب معظمها شاعر العامية المصرية صلاح جاهين عن انجازات الثورة في المجال الاجتماعي والصناعي وتأميم قناة السويس وبناء السد العالي ومنها (صورة) و(قصة شعب) و(الاشتراكية).ويتضمن الفيلم كثيرا من الاغاني الوطنية لعبد الحيلم الذي يعلن في حوار سجل معه عام 1976 أنه لم يكن يغني لشخص عبد الناصر وانما لما كان يمثله من قيم حتى لو اكتشف كثيرون أنهم خدعوا كما جاء في حوار جاهين مع حليم عقب حرب يونيو حزيران 1967 التي استولت فيها اسرائيل على شبه جزيرة سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية وقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية العربية.ويبدو الفيلم كأنه رثاء لجيل ساهم في صنع الحلم في الستينيات في السياسة والشعر والموسيقى والاغاني لكن حليم لا يندم على أداء تلك الاغنيات معلنا أنه كان صادقا وأنه مستعد لاعادة غنائها 'أنا غنيت للبطل الذي قاد الامة لتحارب الاستعمار. غنيت لأول مصري يحكم مصر وهو منا واسمه جمال (عبد الناصر).'وكان اللواء محمد نجيب أول رئيس مصري يحكم البلاد منذ أكثر من ألفي عام. وتولى رئاسة الجمهورية لفترة قصيرة الى أن حُددت اقامته عام 1954.وينتهي الفيلم برحيل عبد الحليم الملقب بالعندليب الاسمر والذي كان صوته خلفية لأحداث فيلم (زوجة رجل مهم) أحد كلاسيكيات السينما المصرية وحمل التخطيط الاول له اسم (امرأة من زمن عبد الحليم) وقام زكي بدور البطولة.ويرى كثير من السينمائيين أن زكي أهم موهبة في فن التمثيل في مصر خلال الثلاثين عاما الاخيرة من خلال أفلام منها (البيه البواب) و(سواق الهانم) و(أرض الخوف) و(شفيقة ومتولي) و(كابوريا) و(هستيريا) و(ضد الحكومة) و(الهروب) و(الحب فوق هضبة الهرم) و(موعد على العشاء).ويعد زكي من أكثر الممثلين المصريين تجسيدا لحياة المشاهير اذ مثل في السبعينيات شخصية عميد الادب العربي طه حسين (1889 - 1973) في مسلسل (الايام) كما أدى دور عبد الناصر في أبرز مراحله وانجازاته في فيلم (ناصر 56) الذي يبدأ بمقدمات تأميم شركة قناة السويس في يوليو تموز 1956 ويبلغ ذروته لحظة اعلان التأميم وينتهي بالعدوان الثلاثي (البريطاني الفرنسي الاسرائيلي) على مصر في نهاية أكتوبر تشرين الاول من العام نفسه. وكان أحمدزكي مغرما بشخصية الرئيس الراحل أنور السادات التي تقمصها في فيلم أيام السادات الذي أخرجه باقتدار محمد خان
فيلم حلــــــيم
عرضت مؤخرا سينما أبنيدا بمدينة تطوان فيلم حليم للمخرج المعروف شريف عرفة ويطولة المرحوم الفنان الكبير أحمد زكي وعدد من الفنانين المصريين والسورييت المتميزين. وقد راقتني جدا الطريقة الإخراجية والفنية التي ارتكز عليها المخرج لإعطاء صورة بانورامبة عن الحياة الفنية والسياسية ووالوجودية للفنان عبد الحليم حافظ فيفترات زمنية متباعدة، ومتها فترة جمال عبد الناصر، كل ذلك متجسدا من خلال حوار إعلامي يحكي فيه حليم عن الفشل والنجاح والشهرة وأغاني الحب والثورة وغير ذلك.ولابد هنا منالوقوف عند التشخيص العالي لأحمد زكي لحليم، وهوتفسه الذي لاحظتاه عتد تشخيص لدور جمال عبد الناصر وأنور السادات،وإن كان في حليم منهكا ومريضا حيث كان ذلك ظاهر على ملامحه.شيء واحد لابد من ذكره هو تألق الفنان هيثم أحمد زكي في أداء دور مرحلة الشباب في حياة عبد الحليم حافظ تشخيصا/وهي مرخلة خصبة بالعطاء الفتي والعلاقات الغرامية والصداقات مع عدد منالكتاب والصخفيين والفنانين الكبار أمثال محمد عبد الوهاب وأم كلثوم ومصطفى أمين ووإحسان عبد القدوس والموجي وصلاح جاهين وعبد الحمان الأبنودي وآخرين .الفيلم يتناول حياة عبد الحليم حافظ وهو المطرب الاكثر شعبية في مصر رغم رحيله منذ 29 عاما يعد مرثية له ولأحمد زكي ولمرحلة المد القومي في الستينات التي كان رمزها الرئيس المصري الاسبق جمال عبد الناصر. الاعلامي المصري عماد أديب منتج الفيلم اعتبر ان (حليم) ليس مجرد فيلم سينمائي بقدر ما هو 'قصة وفاء وتعبير عن تقدير لأخ كبير عاشق للسينما هو أحمد زكي أهم أبناء جيله.'هيثم أحمد زكي نفى أن يكون أحد قد استغل والده لانتاج الفيلم على حساب صحته وحياته مشيرا الى أن دور عبد الحليم كان حلم حياته وقال مؤلف الفيلم السينارست المصري محفوظ عبد الرحمن 'هذا الفيلم يهدى لأحمد زكي' حيث شاركا قبل نحو عشر سنوات في فيلم (ناصر 56).وتأجل تصوير فيلم (حليم) الذي تبلغ مدة عرضه 145 دقيقة أكثر من مرة بسبب اصابة زكي بسرطان الرئة قبل أكثر من عام على وفاته في مارس اذار 2005 حيث خضع لنظام علاجي صارم بين مصر وفرنسا.ويرصد الفيلم مسيرة عبد الحليم علي اسماعيل شبانة (1929 - 1977) الذي ولد في أسرة فقيرة بقرية الحلوات بمحافظة الشرقية على بعد حوالي 85 كيلومترا شمالي القاهرة حيث كفله عمه نظرا لانه يتيم الابوين ثم أودعه أحد ملاجئ الايتام بسبب الفقر. وتلقى أول دروس الموسيقى على يد أخيه اسماعيل شبانة ثم التحق بمعهد الموسيقى العربية بالقاهرة عام 1941. وشهد عام 1952 بدايته حين غنى (صافيني مرة) في احدى الحفلات العامة من ألحان محمد الموجي.وازدادت شهرة عبد الحليم بعد أغانيه لثورة يوليو تموز 1952 في مصر حيث تبارى موسيقيون مصريون في تلحين قصائد كتب معظمها شاعر العامية المصرية صلاح جاهين عن انجازات الثورة في المجال الاجتماعي والصناعي وتأميم قناة السويس وبناء السد العالي ومنها (صورة) و(قصة شعب) و(الاشتراكية).ويتضمن الفيلم كثيرا من الاغاني الوطنية لعبد الحيلم الذي يعلن في حوار سجل معه عام 1976 أنه لم يكن يغني لشخص عبد الناصر وانما لما كان يمثله من قيم حتى لو اكتشف كثيرون أنهم خدعوا كما جاء في حوار جاهين مع حليم عقب حرب يونيو حزيران 1967 التي استولت فيها اسرائيل على شبه جزيرة سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية وقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية العربية.ويبدو الفيلم كأنه رثاء لجيل ساهم في صنع الحلم في الستينيات في السياسة والشعر والموسيقى والاغاني لكن حليم لا يندم على أداء تلك الاغنيات معلنا أنه كان صادقا وأنه مستعد لاعادة غنائها 'أنا غنيت للبطل الذي قاد الامة لتحارب الاستعمار. غنيت لأول مصري يحكم مصر وهو منا واسمه جمال (عبد الناصر).'وكان اللواء محمد نجيب أول رئيس مصري يحكم البلاد منذ أكثر من ألفي عام. وتولى رئاسة الجمهورية لفترة قصيرة الى أن حُددت اقامته عام 1954.وينتهي الفيلم برحيل عبد الحليم الملقب بالعندليب الاسمر والذي كان صوته خلفية لأحداث فيلم (زوجة رجل مهم) أحد كلاسيكيات السينما المصرية وحمل التخطيط الاول له اسم (امرأة من زمن عبد الحليم) وقام زكي بدور البطولة.ويرى كثير من السينمائيين أن زكي أهم موهبة في فن التمثيل في مصر خلال الثلاثين عاما الاخيرة من خلال أفلام منها (البيه البواب) و(سواق الهانم) و(أرض الخوف) و(شفيقة ومتولي) و(كابوريا) و(هستيريا) و(ضد الحكومة) و(الهروب) و(الحب فوق هضبة الهرم) و(موعد على العشاء).ويعد زكي من أكثر الممثلين المصريين تجسيدا لحياة المشاهير اذ مثل في السبعينيات شخصية عميد الادب العربي طه حسين (1889 - 1973) في مسلسل (الايام) كما أدى دور عبد الناصر في أبرز مراحله وانجازاته في فيلم (ناصر 56) الذي يبدأ بمقدمات تأميم شركة قناة السويس في يوليو تموز 1956 ويبلغ ذروته لحظة اعلان التأميم وينتهي بالعدوان الثلاثي (البريطاني الفرنسي الاسرائيلي) على مصر في نهاية أكتوبر تشرين الاول من العام نفسه. وكان أحمدزكي مغرما بشخصية الرئيس الراحل أنور السادات التي تقمصها في فيلم أيام السادات الذي أخرجه باقتدار محمد خان
يوسف خليل السباعي
0 Comments:
Post a Comment