الأربعاء، يناير 24، 2007

indigènes

محمد العطاوي
مجند سابق في الجيش الفرنسي
الثلاثاء 23 يناير 2007
" لكم تمنيت ان تنطلق رصاصة واحدة في الجبال، لألتحق بركب المقاومة حافيا عاريا للإستشهاد من أجل الوطن وعودة المغفور له محمد الخامس، على ان أظل حبيس دل الفرنسيين".. بهذا الحديث؛ ومن على أرض المواجهة ضد جيوش النازية التي احتلت فرنسا، خفق قلب المغربي محمد العطاوي، الجندي السابق في الجيش الفرنسي، الذي استضافته جامعة عبدالمالك السعدي والجمعية المغربية لمدرسي الإجتماعيات، بتطوان، صبيحة يوم الأحد20 يناير الجاري، في لقاء مباشر مع عشاق الفن السابع، في إطار أنشطة الموسم الثقافي للجامعة، بعرض فيلم ( إنديجين –Indigènes )، أي"المحليون" أو" البلديون" للمخرج الفرنسي والجزائري الأصل، رشيد بوشارب، لعب فيه دور البطولة جمال الدبوز، وسامي ناصري ورشدي زم وسامي بوعجيلة. ووثق لمجموعة من البطولات للجنود المغاربيين في معركة التحرير التي خاضتها فرنسا ضد ألمانيا النازية.وقال محمد العطاوي،" لقد شاركت في مجموعة من المعارك إلى جانب الجيش الفرنسي، وبحرب الهند الصينية، حيث اكتشفت وجود خلية للمقاومة المغربيةـ تعمل على تأطير الجنود المغاربة وتذكرهم بالواجب الوطني، وكان هؤلاء النشطاء"، يشير محمد العطاوي،" يعملون في سرية تامة ويقاتلون في الوقت ذاته إلى جانب الجيش الفرنسي، ويستجمعون من المجندين المغاربة مساعدات مالية كانوا يقولون إنها توجه لفائدة حفظة القرآن الكريم بالكتاتيب المغربية، وما إن يتأكدون من ولاء هؤلاء المجندين للوطن، حتى يكشفون لهم عن حقيقة متجه هذه المساعدات التي كانت تعبأ لصالح المقاومة بالمغرب".ويضيف العطاوي،الذي فر من الجيش الفرنسي والتحق بالمقاومة وجيش التحرير بمنطقة أوزوسلي بالريف المغربي،" بعد حصولنا على الإستقلال بالمغرب، اكتشفنا أن أولائك الذين كانوا أعداءنا وبقوا مع الجيش الفرنسي، يحكمون فينا، وتحول منهم من كان برتبة كابورال إلى درجات عليا".ويقول العطاوي،"لقد عانينا من عنصرية الفرنسيين بشكل لم يكن ليستسيغه العقل، بحيث كان يتم التفريق بيننا في المأكل تحت حجة أننا مسلمون، وأن موائد الجنود الفرنسيين تحوي المحرمات من قبيل الخمر ولحم الخنزير، لكننا كنا نرى بام أعيننا"، يشير العطاوي،" ان الحقيقة ليست كذلك، ولم نكن نقوى على الحديث، بينما في ساحة المعركة، كانوا يساوون بيننا في الطعام والشراب، وكان الجنود الفرنسيون يعاملون مثلنا تماما، ليس لسبب، إلا لأن الجميع يكون لحظتها مسلحا، وبالتالي، فكم من مجند فر بسبب كوب من القهوة، وآخر قتل فرنسيا لامس منه عنصرية، وفر إلى جبهة العدو، فتحول إلى مجند مع الجبهة المضادة، وقد حدث ذلك بوضوح في حرب الهند الصينية، كم كان يتم التفريق بيننا في الأجرة والحقوق الإجتماعية، فلا حق للمجند المغاربي، الذي لم تكن أجرته لتتعدى 150 فرنكا فرنسيا، في الزواج إلا بعد قضاء12 سنة بالجيش الفرنسي، وإذا تزوج وأنجب فلا تتعدى تعويضاته العائلية35 فرنكا، بينما يحق للفرنسي الزواج بعد 4 سنوات من الخدمة، وبراتب شهري 18 ألف فرنكا فرنسيا، وتعويض عائلي يصل 250 فرنكا".ويضيف محمد العطاوي،" لكن بالمقابل، أشهد ان الفرنسيين يحترمون حرية الأديان، كان الواحد منا إذا لحقه وقت الصلاة، ذهب ليصلي بدون إذن من أحد، وكنا في رمضان نعامل تماما كما لوكنا بجيش مسلم، بحيث كنا نتسحر ونصلي ما استطعنا من التراويح، ونقيم كل الشعائر الدينية . بل إننا لامسنا في الفرنسيين احتراما كبيرا للمواظبين على هذه الفروض، خلافا لغير المواظبين عليها من المسلمين".ويوثق فيلم Indigènes الذي افتتح عرضه في شهر شتمبر المنصرم، لمجموعة من الأحداث التي سجلتها الذاكرة الحربية للجيش الفرنسي في مواجهته لجحافل النازية، ويذكر الفرنسيين على الخصوص بدور الجنود المغاربين، الذين يعيش، من لا يزال على قيد الحياة منهم، أفضع المآسي الإجتماعية التي تلطخ صورة فرنسا الديمقراطية..يذكر الفرنسيين؛ بالإنتصارات التي حققتها فرنسا على ألمانيا النازية، لكنه في الوقت ذاته، يكشف النقاب عن مجموعة من الممارسات العنصرية، أو اللاإنسانية التي مورست في حق هؤلاء المجندين، الذين استأثر الرئيس جاك شيراك ببطولاتهم، من خلال مشاهدته للفيلم، فأصدر مرسوما رئاسيا يقضي بالمساواة بينهم وبين الجنود الفرنسيين في كل الحقوق الإجتماعية والمادية.وظلت فرنسا غير معترفة بدورهم في حرب التحرير، فأهملتهم بعد نهاية الحرب، وتركت لهم رواتب تقاعد مجمدة، وصفت من قبل العديد من المتتبعين الفرنسيين، بالمهزلة التي تلطخ وجه فرنسا الديمقراطية، ولم تتجاوز هذه الرواتب منذ 1945 أل 30 دولارا، خلافا لقدماء المحاربين الفرنسيين الذين تخطت رواتبهم أل 500 دولار.في حين يجمع كل المجندين المغاربة، على الأقل، ممن حارب تحت الراية الفرنسية، وفر للإلتحاق بالمقاومة وجيش التحرير، أنه ليته بقي مع الجيش الفرنسي، لأنه في حالة اجتماعية يرثى لها، قاوم الإحتلال، فاستفاد خدام الهاجس
الأمني بعد الإستقلال الوطني، وأصبح شبه متسول
عن موقع

0 Comments: