السبت، يونيو 30، 2007

عن موقع الحوار المتمدن

حوارات الاتجاه المعاكس
مهازل لا تواكب العصرنة
قبل الحوار الآخير الذي جرى بين الدكتور أحمد أبو مطر وبين أحد التكفيريين ونظرائه في حلقات سابقة ثبت قطعاً أن ثقافة الجمود التاريخي الذي يتصف به المتجمدين اتجاه القطب السلفي لايجيدون من أسلوب الحوار سوى الشتائم والإهانات وتكفير الآخرين وانهم مستهدفون من العالم كله وانهم شاغلي الدنيا وان العالم يحسب لهم ألف حساب ويخشاهم ولذلك يدغدغهم بين الحين والآخر بشتائم صغيرة أو بصور كاريكاتيرية وتثور ثائرتهم ويملؤون الدنيا مظاهر احتجاجات جنونية وحرق دمى وأعلام ومهاجمة سفارات أجنبية وحرقها ، وهم وعلى مدار العام وعلى منابر جوامع العالم الإسلامي يدينون الأجانب ككفرة وقردة وخنازير ويرفعون أيديهم متضرعين مبتهلين أن يدمرهم ويشتت شملهم ويلعن أبوهم ...؟ ولكن العقلاء لا يردّون على شتائمهم ولو ملأت العالم .. والمشكل أن هؤلاء المتورمون من الأنا لا يعجبهم العجب ولا الصيام برجب ويعتبرون أنفسهم القدوة وقمة الفهم والإدراك مع أنهم في حقيقتهم صفر معرفي وعملي في كل شيء ... اسبانيا عام 2001 ترجمت من الكتب في عام واحد أكثر مما ترجمه العرب في 1400 عام وازاء هذا الواقع المعرفي المخزي يجب طأطأة الرأس خجلاً من أميتهم الواضحة .. أما من جهة العلم والتكنلوجيا ، فذلك المحاور التكفيري كان يلبس ما ينتجه الغرب ويجلس على كرسي أساسه غربي ويتكلم عبر مخترعات الغرب ويطل بو جهه الصبوح عبر نور كهرباء الكافر أديسون ويقضي حاجته بدخوله بقدمه اليسار في مرحاض افرنجي ويغتسل في حمام منزله بدش من مخترعات الفرنجة الكافرة ويتعالج بأدويتهم ويشد همّته الرجولية بحبة ( الفياغرا) ويحلق ذقنه بشفرات اختراع الغرب الكافر.. ويحارب الغرب بسلاحهم الذي يشتريه منهم ( ودائما يبيعونهم – ستوكات – أسلحة خردة لم تعد تواكب المخترعات الحديثة من الأسلحة المتطورة التي يحتفظون بها لأنفسهم ولا يبيعونها ...؟ ان حلبة الاتجاه المعاكس التي يديرها الحكم فيصل القاسم يحاول دائماً وفي كل الحلقات أن يفض بين المتشابكين ولكن ببطاقة صفراء فهو لم يستعمل البطاقة الحمراء الحاسمة لمثل هذه الصورة المأساوية لحوار ( العربان) أمام العالم المتحضر الذي لم يشاهد مثل هذا الحوار ( الديمقراطي ) حتى على فضائيات بلاد الواق واق .. واني أقترح على قناة الجزيرة إلغاء هذه المهزلة الحوارية التي تبين حقيقتنا الناصعة واننا لم نزل بعيدين بعد السماء عن الأرض للوقوف على أرضية حوار إنساني حضاري يحترم الآخر ورأيه ، لأن الرأي هو ملك صاحبه ولا يلزم المحاور الآخر بتبنيه مهما يكن الرأي مخالفاً لأفكار الطرف الآخر .. وأقترح أن تُجرى ( بروفات) وتدريبات قبل تصوير اللقاء وتهذيب الطرفين المتحاورين وتلقينهم أصول الحوار الديمقراطي واحترام الآخر .. ان ما شاهدناه في الحلقة الأخيرة شيء مخجل ومخزٍ . وما أن أبدى الدكتور أحمد أبو مطررأيه بجرأة وحيادية وباجتهاد شخصي دون أن يجرح أو يمس الشخص الجالس أمامه .. ولكن الآخر ما أن استلم دفّة الحديث حتى راح يكيل الاتهام تلو الآخر للجالس أمامه وانه عميل للغرب وينعته ( هذا الرجل ) بعد أن جرّده من لقبه العلمي .. ثم قام بتكفيره في بداية السطر الأول من الحوار ...أعود وأكرر رجائي لقناة الجزيرة أن توقف مثل هذا الاتجاه الذي يعكس أخلاقنا العربية المخجلة في حوار ماراتوني عضلي شتائمي تكفيري تخلفي.. والبعيد عن حوار عقلاني ثقافي تفاهمي وبقالب حضاري...

0 Comments: