الأحد، دجنبر 09، 2007

الكلام المبـــــــاح


كتــــــاب قديـــــــم


كنت جالسا ذات مساء ، أقرأ بعض الكلمات في كتاب قديم ، قدم الكتابة نفسها ، فقرأت في احدى الأسطر كلاما كان له و قع خاص في قلبيس ، كلام لا أريد أن أقوله الآن لكي لا يشاركني أحد ذلك الوقع الخاص ... لكني سأستمر في الكلام ، و الكيس من اكتشف مربط الفرس .
قلت ساستمر في الكلام ، أو في الكتابة و عليكم ايضا ً ان تستمروا في القراءة ، لكني سأكف عن القراءة ، قراءة ذلك الكتاب القديم ، قدم الكتابة نفسها ... و سأضع الكتاب جانبا ً ، هذه المرة .
بعد ذلك رأيت في التلفازشريطا اعلانيا " جميلا " ، سأحكي لكم محتوى ذلك الشريط :
لقد قامت شركة معينة بانتاج منتوج معين ، منتوج يؤكل و يستهلك ، و ثمنه بخس دراهم معدودات ، و كان على هذه الشركة قبل أن تقوم بتسويق هذا المنتوج ، أن تنتج شريطا اعلانيا ، يحفز و يغري المستهلكين بالاقبال على شراء و استهلاك ذلك المنتوج .
الشريط الاعلاني جاء على الشكل التالي : فتاة شقراء ، خضراء العينين ، غاية في الجمال و الحسن ، أحسبها تلك التي قال عنها الشاعر الأعشى :
هركَولة فنق درم مرافــــقهــــــــــــا كأن أخمصها بالشوك منــتعـــل
أذا تقوم يضوع المسك أصـــــــورة و الزنبق الورد من أردانها شمل
ما روضة من رياض الحزن معشبة خضراء جاد عليها مسبل هطـل
هذه الفتاة التي و صفها الشاعر الأعشى ، عفوا ، أقصد الفتاة التي تظهر في الشريط الإعلاني ، تكون جالسة أمام شاطئ البحر ، و كأنها حزينة و مهمومة ، فجأة تخرج من جيبها ذلك المنتوج الذي يؤكل كما قلت سابقا ، فتأكله أكلا فيه من الإغراء مايجعل عينيك تضيع في عطر شفتيها ، و عندما تنتهي من الأكل يتغير حالها من الحزن الى النشوة و الفرح ، فتبدأ بالرقص و الغناء ، و هذا الرقص و الغناء فيه من الإغواء ( التشديد من عند تلك الفتاة ) ما يجعلك تخرج في تلك اللحظة من بيتك الى أقرب بقال لتشتري ذلك المنتوج علك تجد بين جوانبه " بركة " تلك الفتاة الشقراء الخضراء العينين ، الهركولة .
عندما إنتهى عرض ذلك الشريط الإعلاني ، الذي لا تدوم مدة عرضه سوى 20 ثانية ، فكرت : كيف يمكن لهذ المدة القصيرة الوجيزة أن تفعل فعلها في عقل المستهلك فعل النار في الحطب ؟ لماذا يتم التركيز على المرأة الجميلة ، الشقراء ، الخضراء العينين ، الهركولة ، دون غيرها من النساء ؟ ثم هل بالتركيز على المرأة الجميلة العارضة للمنتوج يتم تغييب المرأة المستهلكة ، و التفكير فقط في المستهلك الرجل ؟
يمكن القول أنه ليست تلك المدة الزمنية القصيرة للشريط هي التي تقنع المستهلك ، و انما محتوى الشريط هو الذي يغري المستهلك ، لذلك سأبوح بالكلام الذي قرأته في إحدى أسطر ذلك الكتاب القديم ، قدم الكتابة نفسها : إن النساء حبائل الشيطان . هذا هو مربط الفرس ، إن هذه المقولة ، مقولة قديمة ، وحجتي على قدمها هو و جودها في كتاب قديم .لكن هل نؤمن بما جاء في الكتب القديمة ؟

0 Comments: