الثلاثاء، دجنبر 25، 2007

عــمــود الثلاثاء

مصطفى العوزي
يكتب
موسم الهجرة الى الشمال
رواية سودانية بنكهة عالمية


في العدد الأخير لمجلة العربي الثقافية الشهرية و الذي يصادف الذكرى الخمسينية للمجلة اختارت المجلة أحسن عشر روايات عربية في النصف الثاني من القرن العشرين ،و من بين هذه الروايات رائعة الطيب صالح *موسم الهجرة إلى الشمال ،هذه الرواية التي شكلت منعطفا هاما في مسار الرواية العربية و ذلك لما تضمنته من تيمات تنحدر من صندوق الممنوع من الكلام ،و لعل الحديث عن الجنس في هذه الرواية كان من بين هذه التيمات ،حيث يسرد الكاتب بعض المغامرات الجنسية التي عاشها بطل الرواية مصطفى سعيد أثناء إقامته ببريطانيا حيث كان يشغل هناك مهنة التدريس ،فكان يجلب إلى بيته عشيقات أجنبيات كن يسحرن بسحر منزله الذي كان قطعة من الجنوب في بلاد الشمال ،حيث كان البيت معطرا بخشب الصندل و غيره ،هذا في الشمال أما في الجنوب فقد سرد الكاتب وقائع الليلة التي قدها مع بعض شيوخ قبيلته ك أحمد ود الريس و محجوب و بنت مجذوب و هي امرأة رغما بلوغها من العمر مبلغا إلا أنها لازالت تحتفظ ببعض نشاط شبابها من روح الدعابة و النكتة ،فكانت تحكي لهم طرائف من حياتها قدتها بين أسيرة أزواجها السابقين .وتمتز هذه الرواية بطابع المفجاءة في تسلسل الأحداث و أيضا بطرحها لإشكالية كبرى تتجسد في صراع الشرق و الغرب و اصطدام الحضارات ،فالكاتب يحمل مسؤولية تخلف بلده إلى الاستعمار البريطاني من جهة و للسياسة العامة للبلد من جهة أخرى .
وعند صدورها في الستينات من القرن الماضي منعت رواية موسم الهجرة إلى الشمال من التداول في بلدها الأصلي و أيضا في بعض البلدان العربية لأسباب ظلت غير مقنعة ،لكن ومع روعتها و ترجمتها إلى لغات عديدة فرضت الرواية نفسها بالقوة و أصبحت نموذجا للرواية العربية الحديثة المكسرة للنمطية التقليدية في الرواية العربية،هذه الرواية و غيرها من أعمال الطيب صالح كانت وراء منحه لقب عبقري الرواية العربية في القرن العشرين من طرف مجموعة من الباحثين في لبنان ،وقد لقت رواية موسم الهجرة إلى الشمال إعجابا كبيرا من طرف عديد من المهتمين في كل بقاع العالم ،و و جدت أيضا طريقها نحو خشبة المسرح حيث عرضت على شكل مسرحية في السنوات الأخيرة .و للإشارة فكاتب الرواية الطيب صالح ،كاتب سوداني من موالد سنة 1929باقليم مروى شمالي السودان، تلقى تعليمه في البداية بوطنه السودان ثم أتم دراسته بالمملكة المتحدة ،و قد حاز على عدة جوائز ،كما حضي بعدة تكريمات من بينها تكريمه في موسم أصيلة بالمغرب

0 Comments: