عمود الأربــــعــــاء
هذيان قلم
منير برقــــاد
يكتب
خواطر فلسفية
هلوسة الضمير:
... كأنني سكران أجوب الدروب في صمت تبتلعه قذرات الهزيمة المنثورة على الضفاف.. لكن تيقنت عندما ألفيتني أردد أقوال، كنت حينذاك بداخل الآلة على أهازيج موسيقية تختلطها همهمات وأصوات منشوبة بالغدر والأحلام...
لكني تيقنت بلا شك بأنني كنت أسبح في هلوسة أخذت بروعي إلى جحيم الكلام، إلى حيث ولت أدراج الرياح توقظ كل نائم من سبات الأوهام... حينها اشتعلت نار الحنين لمعشوقة الصمت، إطمئنت لتتفرج على معركة كانت أكبر عبثا، تنقشع فيها الوعود المزيفة من بعيد...
تذكرت بعد تفكير طويل بأني كنت وحيدا لا معشوقة لي سوى ميتافيزيقا الأوهام تحدثني...؟ !
لأني كنت أحمل عبئ السؤال على عاتقي، كان بيت القصيد أنيسا لي، يذكرني بالزمن المنسي، حينها كان التفكير خاسرا أولا وثانيا وعاشرا في آخر المطاف...
لكي لا نتوه في هذا السبيل اللعين... أدعو لكل من يعشق الصمت، لعاشق الورد، لعاشق الفكر، لعاشق الطمأنينة والهناء...
لكي نتخلص من هذا اللبس، نتريث قيلا لينضج التفكير، للظفر الذي سيكون ولن يكون...؟ !
استفاقة العقل:
... تيقنت بعد...، بأني لم أكن مخمر الفكر، لكنني اكتشفت بأن العقل كان شاردا في تلك اللحظات.... تيقنت بأن النفس كانت في قبضة مصطنعة كأنها تعود لعالم شهير يدعى "فرويد"، سلطان الهوى، مفترس السلوك كما يقولون...
تأملت أثر تلك القبضات وتيقنت بأن أحد خدام " فرويد" هو فاعلها، وفي بضع ثوان كشفت قناع ذلك الخادم لكي يتضح لي بأنه " الهو" الذي كان يحمل سلاح الغريزة والنسيان ويطيح بالذات في نهر المتاهات... الويل لجرثوم خبيث اصطنعه " فرويد" وأطلقه ليشن حربا على كل ضمير...
معالم الهدى:
بعد تأمل دام قاب قوسين، ليس بعسير ولا بطويل، لأنه كان في سكون عميق تخلص من قيود الصخبات...
بعد هذا، ... تسلل ضوء غريب يشبه ومضة البرق قطعت جنح الظلام، تيقنت أن من جميل الحكمة أن تخلصت من ذاك السؤال " من أنت، أنا كل شيء وأنت لا شيء..."
حينها أصابنا ذهول يبشر بجزء من الأمل الذي لطالما بحثنا عنه في سراديب التفكير والتأملات، حينها سقطت ملحمة فكرية شنعاء لتكشف جوهر الطمأنينة وتتخلص من جحيم الشقاء، حينها انكشف جزء من الحقيقة تمتطي سوءة الإنسان لأخيه.
حينها اتضحت كالسماء لتعلن هذا:
" أنت من كان يطرح السؤال، ستنعم بالخير الأسمى لكن بعد عناء طويل. أما الذي كان له كل شيء ورفض الآخرين سيبقى في هم يمزق صدره، والخوف يستولي على لبه والحزن يقطع نياط قلبه المهزوم".
تفلسف بطمأنينة:
ليكن ما كان، لا نظرة سوداء على هذه الحياة، لكنها خلاصة فلسفية قانعة ترتسم في أعينها دفئا وسخاء، لنفكر، لنتأمل الحياة قليلا، لنفهم ولو مرة ما معنى الحياة، سنواجه التحديات وسيفاجئنا الآخرون بذلك الكلام أو بذلك السؤال: " أنت! إياك، هل تعي ما تفوهت به...؟ ! سيصيبنا الذهول وسنظل دائما في التفكيروالتأمل إلى النهاية التي لن تكون، حينها ستقنع الذات لأن القناعة محبة " أجل المحبة التي تسعى ورائها، ... إنها قبل كل شيء، وآخر كل شيء، المحبة بمعناها المتجرد...".
ليفهم من يفهم، لعل التفكير في اللاشيء المألوف شيء صعب المنال، لكنه في لقاء، نلحظه في كل حين... !!
كن ما شئت لا يهم، لكن تفلسف ولو للحظة، لتذق معنى الحياة، معنى الطمأنينة، معنى القناعة، معنى الإخاء،... معنى كل شيء!؟!
منير برقاد : sohad2010@hotmail.com






0 Comments:
Post a Comment