مصطفى العوزي يكتب
أضواء ممكنة
يا البحري
( يا البحري دني معك ، ديني معك ، و دني معك لبلاد النور ، راني قاعد غير كندور ، ) ، أغنية من أغاني الراي الأكثر شعبية في الأوساط العاشقة لصنف خالد و مامي و فوضل و طه و غيرهم ، بمجرد سماعي لهذه الأغنية إلا و تراودني ذكرى الحصول على الباكلوريا قبل سنتين ، فبمجرد ما أعلنت النتائج و فرح من فرح و حزن من حزن ، تسابق الكل إلى التساؤل عن أحد أصدقائنا الأعزاء ، حميد ، هل نجح أم أنه رسب للمرة الرابعة ، و عمتنا جميعا الفرحة بنبأ نجاحه ، و مر أسبوع على ذلك و نحن كل في هواه المعتد ، شاطئ و رمال و كرة ساحلية ، أو عمل و شقاء لضمان موسم دراسي بجوب مرتاحة و كرامة شهر شتنبر الموسمية ، و يأتي نبأ جديد يخبرونا أن حميد قد هاجر إلى اسبانيا هجرة سرية ناجحة ، استغرب الجميع من النبأ ، خصوصا و أننا كن نعلم كم كان حميد يطمح إلى بلوغ الجامعة ، هاجر حميد بأحلام كثيرة و ترك خلفه بلدا اسمها المغرب كان يحبها كثيرا ، لكن الخوف من مستقبل غامض جعله يفضل بلد النور كوجهة مربحة و ضامنة لحياة سعيدة حسبما يبدوا لنا و حسب ما تؤكده لنا جاليتنا العزيزة في كل موسم عبور يقدس فيه الدولار و الاورو على حساب مواطنين أنهكت الفلاحة الأوروبية كامل قواهم ، حميد رأى و كأغلب الشباب المغربي و شباب عالم الثالث أن بلد النور هي الخلاص ، لدلك لم يتردد في اختيار البابور مون أمور كوسيلة توصيله إلى ضفة أخرى تنقلب فيها كل الحسابات باستثناء بعض الأشياء و التي نعتبرها نحن هنا من خانة الزيارة فوق الشبعة ، اليوم ومع اقتراب فترة امتحانات الباكالوريا التي تقام لها الدنيا و لا تقعد بالنسبة للبعض و يحسبها دانية منه و على مقربة منه ، و بالنسبة للبعض الربح يحتح لعام كامل و ليس فترة محددة ، تخالجني و بشكل كبير مشاعر البابور مون لأمور و البحري دني معك ، حيث أرقب المترشحين و أتربص بهم الدوائر ، و أحاول أن أعرف من بعضهم أن كانت له نية البابور أم لا ، في غالب الأحيان ألتقي بمن لهم نية البابور ، أبدأ في إقناعهم بالعواقب و ما قد يفاجئون به هناك ، و أضع نفسي مكان العارف المطلع على خبايا الأمور و ما وراء السطور ، و المرشد المعين ، غير أن الموقف يتبدل رأس على عاقب و أصبح أنا في موقع المستمع ، و في الأخير أكد أقتنع بضرورة تجربة البحري دني معك ، خصوصا عندما اعرف كم ستتغير مدينتي الصغيرة و تصبح قبلة رؤوس أموال تحل محل رؤوس البشر ، و يأتي مستثمر يتفاوض مع جهات عليا و ستبقى عليا ، و في الأخير يقررون نزع ملكية أرضنا و إخراجنا من سكن وظفي شغلنه لأكثر من ربع قرن ، مشاريع جديدة و إصلاحات كبرى ، ستحسن مستوى عيش السكان ، لكن أي سكان ؟ ، لا أعرف ، حميد اختر تجربة البحري وبلاد النور قبل قدوم هذه المشاريع التي تدعم البحري بكل قواها ، كيف ذلك ، عندما أقف أمام محل الملابس لأشترى حذاء أحفظ به قدماي من التورم و يتركني البائع في دكة الاحتياط لأن معه زبائن من طبقة غنية وهو على علم تام بأنني شطايري من المستوى الرافع ، عندما ادخل الفندق لأسأل عن ثمن الغرفة ن فيهمس الباطرون في أذن جميلة الاستقبال ، (لا مكان لأمثال هذا ) ،فأخرج من الفندق لأنني لست أهلا للمبيت فيه ، صديقي حميد أنا في الطريق ، يحي البابور مون امور ، و يا البحري دني معك ،






0 Comments:
Post a Comment