الخميس، مارس 20، 2008

مصطفى العوزي يكتب

أضواء ممكنة



و تستمر العزلة لأزيد من مئة عام


ماكوندو ، هذا هو اسم القرية الأسطورية التي تدور فيها أحداث رائعة الأديب العالمي غارسيا ماركيز ، مئة عام من العزلة ، و خاصية هذه القرية بما فيها من سكان هو العزلة التي خيمت عليهم لأكثر من مئة عام ، هذه العزلة التي مزقت أل بوينديا و جعلت منها سلالة يجب لا نحيا أبدا ، و خاصية العزلة هذه و التي ركز عليها الكاتب هي أهم ما بقي راسخا في ذهني عندما قرأت هذه الرواية ، و ذلك لسبب بسيط هو أنني كنت أحاول أن أقارن عزلة ماكوندو ، بعزلة بعض المناطق الواقعة بالمغرب ، فبمجرد ما بدأت في اكتشاف عزلة ماكوندو تذكرت برنامج أمودو و الذي تقدمه القناة الأولى ، هذا البرنامج الذي عمل طاقمه على زيارة بعض القرى و المناطق المغربية و تقربها من المشاهد من حيث ذكر خصائصها و طابعها ، و المفارقة العجيبة هنا هو أن ماكوندو المعزولة وصل إليها القطار الذي عمل على جلبه بوينديا ، كما أنها تتوفر على مدرسة و بريد ومقر للحاكم ومستوصف، في حين أن هناك عدة قرى في المغرب تغيب منها بشكل نهائي مثل هذه المرافق ، كماأن تواجدها في أخرى لايتم إلا بعد مسيرة من الانتظار تدوم أكثر من مئة عام ، في حين أن بعضها يفتقر إلى أبسط الضروريات من ماء و كهرباء ، هذا اضافة إلى بعدها عن المنازل مما يتطلب من تلاميذ المدارس بدل مجهود كبير في سبيل الوصول إلى الحجرات الدراسية ، و يتطلب من الأمهات مسيرة مارطونية لتصل إلى مستوصف القرية الذي لايوجد فيه سوى الاسم
بعض قرانا المغربية هي اليوم في عزلة أشد من عزلة ماكوندو التي تصورها ماركيز منذ أزيد من أربعين عاما ، اليوم نحن في حاجة إلى وضع مخطط شامل يهدف النهوض بقرانا المغربية حتى نتفادى بعض الظواهر الاجتماعية السلبية التي تظهر بالمدن و تكون الهجرة القروية أحد العوامل المسببة لها ، و دلك حتى لا نقول و بكل حسرة إن عزلة ماكوندو لازالت مستمرة في قرنا المغربية.

0 Comments: