مصطفى العوزي يكتب
أضواء ممكنة
ثقافة الشات و اللغة الجديدة
تنتشر ثقافة الشات في أوساط الشباب بشكل كبير ، و تختلف من بلد إلى بلد و من مجتمع إلى مجتمع أخر ، غير أن ما يميزها في المجتمع المغربي و عند أوساط مختلفة تشكل شريحة الشباب منهم نسبة مهمة ، هو التعدد اللغوي المستعمل أثناء عملية شات معينة بين طرفين ، فهناك من يستعمل اللغة العربية يكتب و يتحدث إن أمكن بها مع مخاطب معين ، في حين هناك من يستعمل اللغة الفرنسية معتزا بها أكثر من لغته الأم العربية ، و هناك من يفضل الشات بالاسبانية أو الانجليزية و حتى الهولندية إذا تطلب الأمر عقد صداقة يجني من ورائها تجربة البابور مون أمور ، أما الفئة الثالثة فهي تفضل الشات معتمدة على اللغة الأكثر شعبية في العملية ، إنها اللغة العرنسية ، و هي كلمة مكونة من كلمتين ، الفرنسية ، و العربية ، و من مميزة هذه اللغة كونها تعيش في استقلالية تامة عن كل قواعد النحو و الصرف و الإعراب ، فيكتب الفرد ما يود قوله بالعربية لكن بحروف فرنسية ، هذه اللغة التي انتشرت في مناطق عدة من العالم و التي يقول كثير من الشباب أنها انطلقت من المغرب ، حتى بدأنا نرها في رسائل قصيرة تبث في شريط رسائل القنوات الموسيقية العربية من روتنا و غيرها ، حروف هذه اللغة تنحدر بشكل مباشر من لغة الأرقام ، بدا من اثنين إلى ثلاثة فتسعة و سبعة ، و أرقام أخرى رأى لساني العرنسية أنها الأنسب إلى لغتهم الجديدة ، العرنسية اليوم هي اللغة الأكثر حضور في عمليات الشات و الرسائل القصيرة ، هذه الأخيرة التي تجود علينا بها بالمجان بين الحين و الأخر شريكة اتصالات المغرب ، رغبة منها في خلق جو من التواصل المستمر بين الأفراد إلى ساعات متأخرة من الليل ، فنقضي الساعات الطوال ساهرين نتواصل مع بعضنا البعض رغم أننا كن في الساعات القليلة الماضية مع بعضنا البعض ، لننهض في الصباح بكسل شديد ، و عندما نلتقي يسأل بعضنا البعض بلغة مشفرة ( واش كان عاندك السير بيس دليل ) ،يدوم عرض اتصالات المغرب ، و يدوم سهرنا بما له من تأثيرات سلبية في الغالب ، لكن هذه حكمة اتصالات المغرب ، و لا كلام بعض كلام الحكماء.






0 Comments:
Post a Comment