الاثنين، أبريل 09، 2007

جراح بعمق البراكين الثائرة

Leonor
ضمن طاقم اسباني
وبتعاون مع جمعية السيدة الحرة، وباقتراح من جمعية المهرون،
تستعد لتصوير شريط عن مشاركة المرأة المغربية في المقاومة المسلحة ضد الاستعمار.
إن الاستعمار دخيل على الجسد والكيان المجتمعي برمته.
لذلك تتداعى سائر الأطراف بالسهر ثم تنهض بالمقاومة.
ضمن الوثائق المتوفرة لدى أسر المقاومة ومحيطها الاجتماعي
وثائق جديدة من إنجاز هيئة الإنصاف والمصالحة.
هذا التعليق الموالي منشور بجريدة الأيام
وهو كما يلي
أما التأمل في المضمون فهو مفتوح
على طول وعرض الخريطة الجغرافية العربية

* * *
لنتدبر أمر هذه الشهادة المقدمة بتصرف:
"على إثرالأحداث التي عرفتها
منطقة........سنة.......
تم نهب وتخريب ممتلكات الراحل..........
وإحراق منازله
وهدمها
وإتلاف محاصيله الزراعية
وقتل المواشي
وسلب الأثاث المنزلي
كما تم نفيه رفقة أبنائه إلى مدينة.... حيث مكثوا سنتين.......
وبعد صدور عفو الدولة
رجعوا إلى مساكنهم،
واستفادوا من رخصة وكيل سوق الجملة بمدينة..........
ورخصة نقل،
سحبت منهم على التوالي سنتي.......و.......
مما ساهم في تأزيم وضعهم المالي."

* * *
هذا النص بليغ من حيث وصف القسوة التي عومل بها شخص وأهله.
ألا تذكرنا هذه القسوة بمعاملة نيرون لروما؟
نهب وتخريب الممتلكات.
إحراق مباني السكن
بل الإمعان في الانتقام بهدم تلك المباني
والفظيع الأفظع، الانتقام من الدواب والأنعام وقتلها، فقط لأنها مملوكة من طرف الشخص المستهدف بالانتقام.

* * *
من الصعب وضع هذا الكلام موضع ثقة لو صدر عن إدارة استعمارية وتحدثت بصدده عن إدارة مغربية...كنا سنقول إنه استهداف قصد تشويه صورة المغاربة في عيون العالمين....
ثم الحديث عن إتلاف المحاصيل الزراعية....هذا الكلام له في الأدب السياسي ما يرادفه مطابقا لسياسة الأرض المحروقة.....
إن النص الأصلي تدرج في الصورة الدرامية من إحراق وهدم المباني إلى إتلاف المحاصيل الزراعية إلى قتل الدواب...
لننظر كيف كان يغيب على السلطات العمومية معنى الخيرات المحسوبة عن الانتاج الوطني الإجمالي الخام، الذي تطلب جهدا وتدبيرا.....إذ لم تتورع عن إتلاف الممتلكات العقارية والمنقولة.....وهي جزء من تنمية المغرب....

* * *
من المفروض إذن ألا يقع إتلاف وإحراق وهدم وقتل الممتلكات أصلا.....بالمفهوم الحالي لتداول الخيرات من طرف الدولة وإعادة توزيعها أو الاحتفاظ بها ضمن محجوزات على الأقل....تحت رعاية الدولة....

لذلك، تجرأنا على ذكر اسم نيرون، الذي فعل في روما وهو من أهلها ما لم يفعله غير الرومان....
حصل هذا السلوك سنتان بعد الاستقلال....سنة 1958. وفي المغرب. وفي تطوان.... وبالتالي يجري عليه تقييم 50 سنة من التنمية البشرية.....بمعنى، كيف ساهمت السلطات في خلق نفسية جماعية، في مناطق ضربها زلزال الانتقام الرسمي؟ وبالتالي، عملت الدولة، فيما سبق، على تفاقم الهوة بين الدولة والمجتمع، في مناطق إلى اليوم.....
إن الوصف المذكور أعلاه، مأخوذ من "مقرر تحكيمي" لهيئة الإنصاف والمصالحة"....في الملف رقم 8259....
ولما نجد أن دولة ما بعد 1999، سمحت بإنتاج هذا الوضوح. نلمس الخطوة التي تمت إلى الأمام.
* * *
فماهو درس اليوم؟
إن فظاعة الوقائع المذكورة، ما كانت لتكون لو جرى تأسيس السلطة على الاحتكام للمؤسسات. فقد كان التنافس للوصول إلى مقاعد السلطة عبارة عن سباق جهنمي شرس....وبالتالي....اشتغلت آلة الانتقال السياسي من حالة الحماية الأجنبية إلى حالة السلطة الوطنية....بما كان ينتهي نحو التصفية الجسدية إما فرض عين وإما فرض كفاية....إذا ما تمكن المعني بالتصفية من الاختفاء القسري....كما كانت حالة الراحل القايد مسعود المزياني....

* * *

إن المؤسف في القضية بعد القسوة التي تفقأ العين، هو عودة القسوة مرة أخرى، بعدما تداركت الدولة الوضع. إذ منح الورثة ذوي الحقوق تعويضا مذرا للدخل كما يقال في ثقافة محاربة الفقر اليوم، عبارة عن رخص...ليتم سحب المستحقات.....التي حصل عليها الورثة.....إذ تم تجريدهم من رخص النقل والبيع بالجملة، بعد ذلك، سنة 1997.

فما وجه القسوة الثانية الممارسة سنة 1997؟

أولا، لم تكلف السلطات نفسها عناء الالتجاء إلى القضاء، كي تسحب ما سلمته هي نفسها، قبل ذلك!
ثانيا، أمعنت في الطريقة المتخلفة القاضية بسلب مصدر للعيش، دون التحقيق والتدقيق في الأوضاع!
ثالثا: مارست ذلك، سنة 1997، عندما كانت الدولة قد ارتكبت خطأ فظيعا تحت اسم التطهير بكثير من الشطط.

* * *

إن "الرعاية المخزنية" في ما قبل 1999، كانت توأما ل"لتتريك" والانتقام. وكان اقتصاد الريع جزءا من بنية السلطة.
إلا أن استهداف طي الصفحة فيما بعد، يجب أن يتخلى عن استهداف الطبقات السفلى بشكل آخر، من طينة "تطبيق القانون". لتبييض الاستمرار في التحكم الاقطاعي في مواقع السلطة المالية والإدارية والسياسية.....من طرف الكبار...لأن كل شكل من أشكال الظلم لا يذهب جفاء. بل يعتمل في أحشاء المجتمع. ليتحول إلى غضب شعبي. لتلتقطه القوى المعارضة. لينفجر حدثا سياسيا....

* * *
إن كل مجتمع له أصول وتقاليد تنظيم وعقل سياسي لا بد أن يحمي نفسه عبر إيجاد دولة تقوم بتلك المهام وتنمي تلك القيم.
وللمغرب تقاليد الدولة من حيث المدة الزمنية أطول من أغلب الدول الأوربية....

بل، عندما زرع المغاربة بذور خبرتهم فوق الأرض الاسبانية والبرتغالية بداية القرن الثامن الميلادي، تمكنوا من تحويل معنى كلمة أصلية لإسم منطقة الأندلس الإسبانية. من المعنى الهمجي ذي الأصل الأوربي السابق "الوندال". إلى المعنى الحضاري التعايشي اللاحق "الأندلس".....

إن البنيات التي استمرت بمظاهر متخلفة في البوادي إلى اليوم مجسدة في الفقر والأمية، لم تمنع وجود أنوية حضارية صلبة في المدن والبوادي، قوامها النظافة والرصيد الثقافي والتدبير الاقتصادي والاجتهاد الفقهي ذي النزوع الديمقراطية المبكرة في حل النزاعات الاجتماعية داخل الأسرة (الصحراء/ سوس/ جبالة)

ورغم ذلك. فقد أصبح جزء من المغاربة، يفضلون التميز، عن باقي المغاربة، ولو بالإصرار على النطق بالفرنسية، مثل ما فعل الأستاذ المتمكن البليغ، ميمون الشرقي، من الناظور، وهو يتحدث عن الذاكرة المشتركة في الحسيمة بداية مارس الأخير. وكذا السيد طارق يحيى لمن يتذكر ثائرته التي ثارت ضد الوزير المخلوغ ادريس البصري....


* * *

إن شطط الفاجر بالأمس جذر سئ، للتدمير الأسوأ للمتفجر اليوم. أين ما كان
.

0 Comments: