الأحد، نونبر 04، 2007

سارتر الوجودي



ولدت لأعيش و لاشك سأموت بين الكتب ،هكذا قال رائد الفلسفة الوجودية جون بول سارتر
بحق انها كلمة نابعة و بصدق من أعمق مبدع و مفكر و عبقري قدم الشيئ الكثير للعالم أجمع من خلال آثاره التي جمعت بين ماهو فلسفي و أدبي و نقدي وغيره من الحقول العلمية و الفكرية
جون بول سارتر بشهادة من عايشوه كان عبارة عن كائن حي لا يفتر عن التفكير ،يفكر في كل شيئ بدأ من نفسه وانتهى بالآخرين مرورا بما يفصل بينه و بينهم ،رغما أنه قال بأن الآخر جحيم الا أنه كان ضمنيا و بشكل غير مصرح به يحب الآخر ودليلنا في هذا هو أن فيلسوفنا سارتر قال قبل أن يودع العالم بوقت قصير بكونه سيغادر العالم وهو حزين على ماهو عليه ،وهذا ليس بغريب عن من كرس حياته لخدمة قضايا عادلة تهم البشرية جمعاء، و جون بول شارل ايمارد سارتر وهكذا اسمه الكامل من موالد سنة 1905 بفرنسا و التي درس فيها قبل أن يشد الرحال الى الديار الألمانية ليشتغل بها مدرسا لمادة الفلسفة خلال الحرب العالمية الثانية وفي الوقت الذي كانت فيه المانيا النازية محتلة لفرنسا، وانخرط سارتر في صفوف المقاومة الفرنسية السرية مدافعا عن وطنه بكل ما أتيح له من امكانيات سواء مادية أو غيرها
وبعد الحرب أصبح سارتر رائد مجموعة من المثقفين الفرنسيين ونذكر من بينهم صديقه الوفي ألبيرت كامو صاحب الرائعة العالمية *الغريب* ،وانتشر مذهبه الفلسفي الوجودي بشكل كبير في كل أرجاء العالم و نال شعبية واسعة من لدن مثقفي العالم،وفي سنة 1964 منحت أكادمية نوبل الدولية جون بول سارتر جائزة نوبل لكنه رفضها لأسباب ظلت غامضة،في حين رأى البعض انها كانت متأخرة و هذا مادفعه لرفضها

وتميزت كتابات سارتر الأدبية خصوصا المسرحية بخاصية اساسية تتمثل في الانفصال القائم بينه وبين شخصياته حيث بدت هذه الأخيرة عبارة عن موضوعات سجال أكثر من كونها مخلوقات أدمية، وهي في الأخير شخصيات من عالم ابتكره سارتر لذاته و لقرائه ،وربما السبب في هذا يرجع كما رأى النقاذ الى كون سارتر لم يكون من محترفي المسرح لدى لم تكون لديه تلك القدرة التي يمتز بها المحترف والتي تجعله قادرا على اقحام شخصيات تتطابق معه في مجموعة من المواصفات،كما تميزت أعماله الأدبية بغياب الروح الشاعرية التي تجعل من المتلقي يلامس العمق الدرامي موازة مع تسلسل الأحداث هذا اضافة الى كون هذه الأعمال كانت تميل الى تبني موضوعات تتجدر فيها لحظات الورطة و المأزق كم هو الحال في مسرحيات مثل *الذباب * و*اللامخرج* ،و*المنتصرون* و التي جل أحدثها في اماكن من مثل غرف التعذيب و جهنم أو تتحدث عن الذباب الذي ادى الى تفشي وباء الطاعون بين طبقة من الناس
ولعل اهم ما جائت به الفلسفة السارترية هو التركيز على اهمية الحرية في حياة الفرد و مدى ادراكه لها كما رأى سارتر أن استخدام هذه الحرية و حسن استثمارها هي ذات قيمة مهمة لبلورتها بالشكل الايجابي ، واستطع الفيلسوف سارتر بما يملكه من مهارات فكرية و لما يحمله من هم المجتمع و رغبة منه في وضع المواطن البسيط موضع تساؤل فلسفي انزال الفلسفة من برجها العالي و حصنها المنيع الى الشارع لتكون في خدمة من هم في أمس الحاجة لها دونما النيل من جلال عظمتها،وهنا يقول المفكر البيرس*ان سارتر يمكن ان يعتبر الكاتب الذي نقل الى الحقل الفلسفي القضيةالرئسية للقرار الانساني كما يواجهها عصرنا*،أي ربط قضايا الانسانالاشكالية بالفلسفة ،و بذلك كانت فلسفته الوجودية بمثابة قنديل لطبقة المواطنين الباحيثن دوما عن خلاص مرتقب ينتظر منه الشيئ الكثير


بقلم:مصطفى العوزي

مراجع معتمدة
سارتر و الوجودية /ر.م البيرس ،ترجمة سهيل ادريس
موسوعة ويكيبيديا على صفحات الانترنيت

0 Comments: