لطيف لست وحدت "كل قلوب الناس جنسيتي" قال محمود درويش ذات يوم
خلال سنة 2007 نفسها
فقد الزميل لطيف كاسيدي
حنان الأم وظل الأب
وفي خطوة التعزية التي خطوتها تجاه منزل الفقيدين، رفقة حكيمة،
وجدنا البنت والإبن مما تبقى من الفقيدين
وبدر الدين وسلمى
قبل ذلك، هتف لطيف علي عبر النقال، ليخبرني أنه في تطوان
ولم يبادر بأية كلمة، قبل أن يؤكد أنه عندما زار خلال نوفمبر الحالي
تطوان، أحس أنها فقدت الحنان الذي كان يلمسه في عهد والديه بها.
لست أدري ما هي الأبعاد المستهدفة بهذا الاحساس لدى لطيف الرهيف الإحساس
لكن، الحضن الاجتماعي كما هو فعلا، أقوى من آلاف الصفحات المكتوبة حوله
فقد ظل يصف ويردد عجزه عن تصديق خبر وفاة الأم
ولشد ما ضاق الحضن الاجتماعي الأوسع على أكثر من مستوى
من جهل النخب المتحكمة فينا في تقوية أسباب الاحتفاظ وأسباب اكتساب
الروابط الاجتماعية الايجابية. ولسوف يحلل علماء الاجتماع، بعد مرور الوقت كم
أجرم حكامنا في حق المؤسسات الاجتماعية الموروثة والمكتسبة
الأصيلة والعصرية، من فرط تجميع عوامل الانتهازية والفردانية المغلقة
من أجل تدمير المضمون الانساني بيننا
إن ما أحس به لطيف بعد غياب الأم والأب يلمسه جل المغاربة
الذين لا حظ لقدراتهم وخبرتاتهم وجهودهم في هذا البلد الجميل بطبيعته الشقي بمسؤوليه
ونخبه وأوضاعه السياسية، تحت مسؤولية الطبقة السياسية السائدة
لطيف الطيب
ستمكنك إقامتك في الولايات المتحدة من النظر إلى أوضاع المغرب
بمحيطه العربي الإسلامي الذي يغرق النيات والمبادرات الجريئة
في مستنقعات من الأنانية والفردانية المغلقة والتي تجر البلاد والناس جرا
نحو الوراء
فمن الصعب الصمود في العطاء سوى بالعناد المتصوف ضد
عوامل الإحباط علما أن الطرق كلها مفتوحة
شرط أن يستسلم الناس للانتهازية والوصولية وما بينهما من
التحول إلى أداة بلا روح ولا تصور للحياة وللعالم وللعلاقات
وللمستقبل






0 Comments:
Post a Comment