رأي يحيى اليحيــــاوي في الرجل العربي الذي تغلب على جسده
فهل تبقى شئء من روح الانسان في صدام؟
لست من عبدة الأشخاص, ولم يكن لدي يوما استعدادا ما لتقديسهم, أو السمو بمكانتهم إلى مقامات عليا, تتجاوز البشر. ولم أكن يوما بجانب من رفع الأشخاص لدرجة العصمة والتأليه. ولن أذهب, بحال الرئيس/الشهيد مذهب المبجل, وليس لأحد أن يزايد علي تحصلي كوبونات نفط من لدنه, أو هدايا خاصة من حاشيته, أو تكريما على اجتهاد مني, لخدمته أو الترويج لنظام حكمه
ولكــــــن
فالرجل استطاع أن يتغلب على جسده بقدرة قل نظيرها بالتاريخ, اللهم إلا إذا استثنينا الشهيد عمر المختار, حتى إذا التف جلادوه من حوله, أومأ لهم بعدم وضع غطاء على رأسه (هم الذين لم يتجرأوا على إلباسه ثياب الإعدام الحمراء) فرضخوا صاغرين, ثم ترجل بعقده السابع, وهو المقيد اليدين والرجلين, بجهة المنصة, غير مكترث بجمهرة من الرعاع, كانوا من ذي قبل يقشعرون هلعا لمجرد سماع إسمه, ويختبئون كالفئران بجحور أسيادهم الأجانب, فإذا بهم يحضرون مأتمه, دونما أن يستطيعوا الإفصاح عن وجوههم.






0 Comments:
Post a Comment