الأربعاء، دجنبر 26، 2007

عــمـــــود الأربــعــاء



هذيان قلم
منير برقــــاد
يكتب


الانسان الحزين عند امساء

هدا اليوم ليس كالأيام الأخرى.أجد نفسي مشتتة بعد الحين و الأخر.قد تبدو الدنيا في هده اللحظة قاتمة حالكة تنعدم فيها الآمال .وتمنحني بعض الآهات و الروتين المتتالي واللامعنى في الكلام .إن ما أطمح إليه قد يبدو بالنسبة إلي زائف ولا يحمل أي جزء من حقيقة طموحاتي وجهودي.أأقول كما قال المسرحي \بريخت\*إن الواقع سوف يتغلب على كل نضالنا وطموحاتنا*.وهدا ما ينطبق علي في هدا اليوم.إن ما اشعر به الآن من التيه والعذاب النفسي يجعلني التقط صورا للحياة في معانيها الشريدة المبعثرة على ضفاف المعاناة و التلاشي -النسبي...*هدا الحديث يعود إلى صاحبي الذي تجرع كأس المرارة في يوم ضاق به العيش واسودت فيه الدنيا وارتدت لباس الشؤم والحزن واللامحال.أجبته كما شاء وشاء له الحزن وكأني أشعل فتيل معاناته*ان الدنيا تخنقنا بكل ما فيها من لحظات.وتجعلنا خاضعين لها.قد تسير بنا نحو أماكن الظل و الظلام حيث ننجرف معها مشدوهين حينها.وبعد إن نتجرع كأس جحيمها تجعلنا نتسأل دائما ونملا حديثنا و خطاباتنا بكلماتها و بحر مشاكلها.حيث نقول أحيانا .*الدنيا غدارة*.*الدنيا بحر غاضب*يا للدهشة .الدنيا دار مفعمة بالعبر تغضب حينا و تبتسم حينا آخر .وهكذا أنت يا صاحبي اخترت موضوع معاناتك وسميته *اختناق من ضيق الحياة * وهدا هو وجه اليأس الذي ترتاديه الحياة .أأقول كما قال شاعرنا *خفض الجأش و اصبرنا رويدا فالرزايا ادا توالت تولت *وليتنا نفهم سر الوجود و جوهر هده الأحزان حتى تنكشف لنا بجلاء و نلقيها ثائرين بكلامنا .برفضنا و قبولنا حيث سيشهد هدا الجسر الطويل الذي نقف عليه كل المعاناة التي نشكو منها... ننجذب إلى أي مثير و نخضع له بمبدأ *الهو* ونسير بخطى ثابتة لا نسترسل ولا نحدث الضجة . بل نمسك العنان ونمضي لان ضرورة الاستطلاع تحوجنا وتبث بداخلنا عزمها.لان القناعة غاب شعاعها ودبل رحيقها.لان اشراقة فجرنا الزاهي هجرتنا بعدما رأت مكامن ضعفنا و هوان كياننا .إنها بكلمة جامعة سخرية الأقدار .التي تطل علينا و تغدو معنا في أي سبيل سلكناه. القدر المكتوب حقا.لا فرار منه ولا رد على حكمه. أتدري أين هو غبائنا .هو اننا نفسر حزننا و أخطائنا بالقدر بينما ضعف الذات هو سبب الفشل والحزن والاضطراب و تدبدبات الحالة .و قصور الرؤية .ونظام مرتجل.وتفكير محطم. ومضيعة للوقت.وغياب السؤال...* في هده اللحظة توقفت عن الكلام لأرمق وجه صاحبي و هو خاشع يستمع الي بهدوء و إصغاء.حيث أكملت حديثي قائلا*من هده المحاسبات .من هده الويلات .من هده الاعترافات سيحاول البعض إعادة النظر سيستنتج أن سبيله قد زرعت فيه شتات الظفر و شظايا من الطموحات.لكنه يتجاهلها ويتباعد عنها شيء فشيئا.إن الكلمات و حضن المعارف تنادي مند زمن بعيد للدين أصابتهم لعنة الهزيمة .للدين ضاقوا مرارة الأيام. أن يقفوا للحظات يستشفون فيها نعيم المعرفة و أفضل التجارب و العبر .هنا سينبثق السؤال .سؤال وراء لآخر وجواب غامض لا يعلن نفسه ولا ينقشع ولا يكشف قناع حقيقته. لأنه يرتوي بغضب و انطواء وغير راض على واقعنا المرير وببحر المعاني المعقدة التي نعيش فيها .* .وفي لحظة ساد فيها الصمت تجرأ صاحبي بنفس عالية على اختراق حد الصمود و الحزن و كأنه يمهد لاقتراب أشعة الصفاء و الدواء والهناء و حسن البهاء ونصاعة الحياة .قائلا*لكي لا نسبح في هده المعاني المثالية .نتريث قليلا حتى ينضج التفكير و الذات .نتريث حتى تتجسد المعالم و تنضج الرؤية حتى يبدو السبيل على جلاء .سيبقى الحراك و التفكير وليكن ما كان فلا استسلام ولا خضوع لقبضة الداء و الحزن بعد الآن.* أجبته مكملا حديثه والعزيمة و الهمة العالية تنيران فكري *محاولة في تأمل واقع الحياة.تبقى محتملة أحيانا.لا زيف في هدا المطلوب بل حقيقة إنسان واحد كان حزينا عند المساء .فمن وجهة صحيحة اتضحت جوانب من الحقيقة أو شيء آخر...لسنا ندري بالتمام....*
.


منير برقاد

0 Comments: