الأربعاء، دجنبر 12، 2007

بالكلية متعددة التخصصات الخميس

حول المشهد الإعلامي بالمغرب


أرضية المائدة المستديرة

يشهد الحقل الإعلامي في المغرب اليوم سجالا كبيرا،وذلك من خلال التحولات الذي بدأ يعرفها هذا الحقل .ومن هنا يمكن أن نطرح التساؤل التالي إلى أين يسير الحقل الإعلامي المغربي ?
سؤال كبير أصبح يواجه المهنيين والطبقة السياسية في بلادنا دون أن يمتلك أحد جوابا مقنعا له،بل أكثر من ذلك أن الإلحاحية لإيجاد لهذا السؤال ،أصبحت ضرورية ،وذلك بحكم التطور الذي عرفه المشهد الإعلامي بالمغرب
فإذا كانت أهمية الإعلام ترجع إلى كونه الأداة الرئيسية في عملية الإتصال الجماهيري التي توسعت آفاقها و زادت أبعادها ،وتشعبت مجالاتها مع التطور الذي عرفه الحقل الإعلامي من جراء استعماله للتقنية المعلوماتية و الاتصالية والتكنولوجية الحديثة.فإن الإعلام حسب هذه المقاربة هو" عملية نشر وتقديم المعلومات الصحيحة و الحقائق الواضحة والأخبار الصادقة والموضوعات الدقيقة و الوقائع المحددة والأفكار المنطقية و الآراء الراجحة للجماعة مع ذكر مصادرها خدمة للصالح العام.ويقوم على مخاطبة عقول الجماهير وعواطفهم السامية والمناقشة والحوار والإقناع بأمانة موضوعية،فهذا التعريف ربما يعطي صورة مثالية للإعلام لانراها نحن الآن في الإعلام المعاصر الذي أصبح عرضة للتأثر بالكثير من المعطيات التي تبعده أحيانا عن هذه الصورة المثالية،وهذه التحولات كذلك تتجلى أساسا في الحرية التي وجدت فضاء لها،وتوحي على أن سلطة الإعلام قادمة على المدى المنظور ،لكن لايمكن إنكار التحدي الذي تطرحه ممارسة هذه الحرية فالدولة تجتهد لإقناع بأنها تستعد لتغادر حقل الإعلام،من خلال التحرير وللمهنيين أن يقوموا بدور التنظيم والتأطير،المقاولة الإعلامية المغربية لازالت تعرف العديد من المشاكل بحيث تواجه تحديات وإكراهات خطيرة ،سوق القراءة محدودة جدا ،بالإضافة إلى هذا هناك الوصاية ،وهذه الوصاية إما حزبية وإما حكومية فهذا الوضع يجعلنا أمام دهشة واستغراب لعدم تزحزح الإعلام المغربي ،تأثرا بالمستجدات والتطورات المعلوماتية الهائلة التي يعرفها العالم في الوقت الحاضر وتأثرا بالتحولات العميقة في المجتمع،بفعل التطور الديموغرافي والثقافي ،مما يجعل المشهد الإعلامي المغربي عصي عن الفهم،فهو جزء من شيء ،إذا لم يستطع أن يفرض نفسه كجهاز مستقل بذاته بذاته،كما أنه مغلق إذ لم يتأثر بالتحولات الاجتماعية والتقنية المتطورة.
ويأتي التحول الذي يعرفه المشهد الإعلامي المغربي ضمن سيرورة التحولات الكبرى التي تعرفه بلادنا في إطار التوجه نحو استكمال إرساء دعائم المجتمع الديموقراطي الحداثي المنشود،كما لا يمكن إغفال المبادرات المتخذة ،من خلال مواصلة تفعيل المحاور الأساسية لإصلاح وتأهيل قطاع الصحافة المكتوبة دون أن ننسى إنهاء احتكار الدولة للإعلام السمعي البصري وتحريره ،من خلال الاستمرار في أجرأة بنود عقد البرنامج ،وتكثيف المشاورات من أجل بلورة مشروع جديد لقانون الصحافة يتماشى مع تحولات العهد الجديد ومختلف أوراش الإصلاح الكبرى التي يعرفها المغرب
فأمام هذه التحولات التي يعرفها المشهد الإعلامي المغربي ،وفي ظل الإنتفال الذي يعرفه المغرب على مجموعة من المستويات الكلية المتعددة التخصصات و النقابة الوطنية للصحافة بالمغرب ينظمان مائدة مستديرة
حول موضوع تحولات المشهد الإعلامي بالمغرب وذالك لتسليط الضوء على مختلف الإشكالات التي يعرفها هذا المشهد.

0 Comments: