الثلاثاء، يناير 08، 2008

عــمــود الــثــلاثــاء

يكتبه
مصطفى الــعــوزي
ذكرى عاهراتي الحزينات
رواية ميلاد
غارسيا ماركيز



عندما كتب غابرييل غارسيا ماركيز روايته مئة عام من العزلة لم يكون يعلم بأن روايته هذه ستجلب له شهرة عالمية و ستجعله أحد الكتاب العالميين الذين حظوا بالحصول على أكبر جائزة عالمية في الآداب ألا وهي جائزة نوبل و ذلك سنة 1980 ، غابرييل غارسيا ماركيز كولومبي الجنسية ، بدا الكتابة منذ أن كان ، له أعمال رائعة، و جلها يحكي عن واقع الفئات لمهمشة ، و لعل * ذكرى عاهرتي الحزينات * روايته الجميلة خير مثال ، أحداث الرواية ذاتية في الغالب ، و يطغى على الرواية طابع العودة إلى الذات ، وتبدأ الرواية من حدث مهم في حياة البطل ، عيد الميلاد و الذي رأى بطل الرواية أن أفضل احتفال يمكن أن يقيمه في ذكرى ملاديه هذا هو قضاء ليلة جنونية بين أحضان فتاة عذراء لم تلمس من قبله ابدأ ، يتصل بإحدى الباطرونات التي تشرف على دور دعارة كبيرة ، يحدد معها الموعد و يذهب مسرعة خلسة من أعيون الناس ، لا يلمس الفتاة ، و لكنه يظل راقدا أمامها يتأملها من أسفل إلى أعلى ، و الفتاة نائمة لا تحرك ، ساكنا ، رغما شيخوخته إلا أنه لازال يهوى إحياء ليال حمراء مع أطياف مختلفة من الموميسات ، و في الصباح يغادر المكان دون أن يلمس الفتاة ، لكنه يعود إليها في الليلة الثانية و في الليلة الثالثة ثم يتعاقب على القدوم إليها ، و لكن دون أن يلمسها ، وفي إحدى الليالي تحدث جريمة قتل داخل تلك الدور مما منعه من الاقتراب إليها بعض الوقت ، لكن الحال لم يدوم إذ سرعان ما عاد إلى العذراء ، لكنه لم يجدها ليعود خاليا الوفاض إلى بيته المتواضع والذي يحمل فيه ذكريات كثيرة أغلبها يعود إلى مرحلة الطفولة والشباب لمجنونة ، و يظل على حاله هذا إلى أن تأتيه مكالمة من البطلاونة تخبره فيها بأنها عادت إلى عملها و تعطيه موعدا أخر ستناديه فيه و تدعوه إلى زيارتها كالسابق ،و انتظر المسكين تلك المكالمة بشق الّأنفس و صبر طويل ، المسكين لسوء حظه وقع في شراك الحب المعقدة ، وتأتيه المكالمة و يحدد الموعد ، و لم يخلف المسكين موعده ،هذا ، لكنه و بمجرد دخوله على الفتاة لمس فيها أن شيأما قد تغير ، وما كان له سوى أن صاح غاضبا في وجهها و في و وجه مشغلتها العفنة ، ثم عاد إلى بيته بعدما خسر جزءا كبيرا من مدخرته المالية و التي يجنيها من عمود الأحد الذي يكتبه في إحدى الجرائد .

يحاول كارسيا ماركيز في هذه الرواية أن ينقل واقع الطبقة الدنيا في مجتمعه و التي هي على استعداد لبيع كل ما لديها شرط بقائها على الحياة ، و لن يكون الشرف مستثنيا من قائمة المبيعات ، رواية ذكرى عاهراتي الحزينات تصور بشكل مباشر ذلك الكم المعقد و المتداخل من الآفات الاجتماعية و التي تنتج بشكل مباشر عن الفقر ، فتتداخل الدعارة مع الجريمة و الحاجة مع لعزوف عن الزواج و غيره من مظاهر الفقر المتعددة .

لماركيز أعمال أخرى غاية في الروعة كساعة نحس مثلا ، و جل أعامله هي نقل مباشر لحياة الدونيين من مجتمعه ،و للإشارة فماركيز هو أحد أهم المعارضين لسياسة بلاده و التي يرى هو شخصيا أنها غير منصفة ، و قيامه هذه ربما هي التي جعلته أحد أقرب الأصدقاء إلى الزعيم الكوبي الثوري فيديل كاسترو

0 Comments: