الأربعاء، يناير 09، 2008

عــمــودالأربــعــاء


يكتبه

منيـــــــر برقــــــــاد

بين طائـــر الرخ والحمـــــار

البحث عن المعنى



تنطلق الحكاية ،في الطرف الآخر من الغابة ، بين الوادي و الشجر ، كان الحمار يحمل كتبا و أقلاما و إستفهامات ، يلتقي بطائر الرخ الخرافي حيث حصل اللقاء ، و كان الحوار ، و كانت خطاباته كالتالي :
يبدأ طائر الرخ أطراف الحوار بعدما رفرف بجناحيه من فوق شجرة البنفسج نحو مكان الحمار حيث قال :
إنك حمار-
أجابه الحمار قائلا :
- لماذا ؟
- لأنك لا تدرك المعنى
- لأني حيوان بكل بساطة
- و ما ذنب الحيوان ؟
- لأنه لا يحسن لعبة العقل و التفكير
أجاب طائر الرخ و البشر يملأ عينيه :
- ها أنت قد أدركت المعنى و إستخدمت عقلك
- لست أفهم ماذا تقصد ؟
- ستبقى حمار
- أجاب الحمار بعدما إحمر و جهه ، و صعدت شرارة غضبه :
- سوف أسقطك أرضا أيها اللّعين
- و كيف ذلك ؟
- سوف اطير إلى حيث أنت
- لكنك لا تملك أجنحة مثلي
- أجاب الحمار برشد و تذكر :
- سو أطلب من الأسطورة أن تتخلص من ثرثرتك الجوفاء ، و لأنك خرافة و هي جزء من الكذب ، و الكذب يصبح حقيقة
- إذا ما تكرر و تداول
- أجاب طائر الرخ حائرا ً بعدما رأى الحمار بدأ يقترب من الحقيقة :
- لقد أنسان طول الطيران و إمتداد الغاب حقيقة و جودي ، حقا ً
- و إلى هذا الحد تنسى جوهر و جودك الهوائي
- كان همي أن أعتنق وهم المعرفة و ندرك معا درجة العقل و الوجود
- لا يهمني ... يمزقك الرماد و النسيان و التاريخ ، لتهب ريح الزمن
- ستبقى حمار لأنك لم تأخذ درسا في الإستفادة ، و إثبات و جودك أمام صمت أمثالك
تمتم الحمار و كأنه لمس مكمن ذنبه ، ثم صمت للحظة
أجابه طائر الرخ بعدما أحس بضيق الوقت و طول الإنتظار ، حيث ودع الحمار قائلا :
- سأموت لوحدي حيث ما أشاء و يشاء لي قرار الإنسان ، و داعا
مضى الطائر و ترك الحمار و حيدا يتصارع مع ذاته و كأنه يعاقبها على ما فعلته من شرور و أحزان ،حيث خطى خطوات قصيرة و تأمل المكان متسائلا :
" و لكثرة ما أفكر في نفسي ، أجدها مشككة و متخبطة في ذاتها ، فعندما أقترب من الحقيقة و ألمس نقط الحق و الوضوح فإني أتراجع عن فعلها و إنجازها و القذف بها في الواقع "


و في لحظة إشراقة الشمس ، وفي الصباح الباكر ، فتح الفلاح باب الإصطبل ، ليجد الحمار نائما و الكتب و الأقلام و الأوراق مبعثرة بين أرجاء مكانه ، تفاجأ الفلاح من هول الصورة العجيبة ، فصاح صيحة عالية ، ثم رجع أدراجه و الخوف يملأ جسده الرعديد


منير برقاد
SOHAD2010@HOTMAIL.COM

0 Comments: